السلام عليكم ورحمة الله
اخوتي الأعزاء
الصلاة هي صلة بين العبد وربه والعبد حين يكون في الصلاة يكون واقفاً بين يدي ربه وأساس الصلاة الدعاء ولذلك كانت الفاتح أحد الأركان فيها والفاتحة هي تعليم لكيفية الدعاء فنجدها تبدأ بالحمد والثناء وتنتهي بالدعاء والصلاة هي ثاني أركان الإسلام فالركن الأول هو الشهاد وهو علامة الإسلام والثاني هو الصلاة والصلاة هي الرركن الذي لا يسقط ولا يؤجل فالزكاة تسقط عن الذي لا يملك النصاب والصوم يؤجل للمسافر والمريض المرجوِّ شفائه ويسقط الصوم عن المريض غير المرجوِّ شفائه والكبير الذي لايستطيع الصوم بشرط الكفارة والحج يسقط عن الذي لا يستطيع ولكن الصلاة لا تسقط عن أحد إلا عن المجنون فالمريض يصلي جالساً إن كان لا يستطيع الوقوف ويصلي على جنبه أو حتى على ظهره إن كان لا يستطيع الجلوس ويصلي بقلبه إن كان أخرساً أو لا يستطيع الكلام ويصلي المسلم بالتيمم إن لم يجد الماء أو إن كان لا يستطيع الوضوء , والصلاة هي عمود الدين ومكانها من الدين كمكان الرأس من الجسد فلا حياة لجسد بلا رأس , والصلاة هي العبادة الوحيدة التي فرضت في السماء بل عند سدرة المنتهى بل قاب قوسين أو أدنى بل في مكان لا يعلم قربه إلا الله وفرضت مباشرةً وليس عن طريق الوحي , والصلاة تجمع أركان الإسلام ففي الصلاة يمر معنا التشهد ونستهلك جزءً من الوقت الذي يقدر بالمال كلما زاد ثراء الإنسان زادت قيمة الوقت عنده والوقت الذي نستهلكه في الصلاة كأننا نزكي في قيمته والصوم يمر معنا في الصلاة لأننا نمتنع عن الطعام والشراب والمفطرات أثناء الصلاة والصلاة فيها معنى الحج وذلك باتجاهنا إلى القبلة ( الكعبة المشرفة ) في الصلاة , والصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينها ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء قالوا لايبقى من درنه شيء قال كذلك الصلوات الخمس يكفر الله بهن الخطايا وقال بعض العلماء جعلت الصلوات خمس لأن حواس الإنسان خمس , وأول عمل يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة إذا هان حسابه بالصلاة هان ما بعدها , الصلاة ليست حركات يؤديها الإنسان وحسب بل يجب أن يتوفر الخشوع فيها قال تعالى ـ قد أفلح المؤمنون (1) الذين هم في صلاتهم خاشعون (2) سوة المؤمنون وهذا يؤكد أن أول صفة من صفات المؤمن هي الخشوع في الصلاة وليس للمرء من صلاته إلا ما عقل والإمام الغزالي يقول الصلاة بلا خشوع كالجسد بلا روح ويجب أن لا تكون صلاة العبد حركات مستعجلة لكي يرتاح منها بل ليرتاح بها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر قال أرحنا به يا بلال , وأخيراً أقول يجب أن تنهاك الصلاة عن الفحشاء بدليل قوله تعالى ـ اتل ما أوحي إليك من الكتـــب وأقم الصلوة إن الصلوة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون سورة العنكبوت 45
والحمد لله رب العالمين
أفادكم الله وإيانا